وقال القرطبي : كان بالمدينة تجارٌ يُطفّفون وكانت بياعتهم كشبه القِمار والمنابذة والملامسة والمخاطرة فأنزل الله سبحانه هذه الآية. فخرج رسول الله ﷺ إلى السوق وقرأها عليهم، وقال السدي : قدم رسول الله ﷺ المدينة وبها رجل يقال له أبو جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فأنزل الله سبحانه هذه الآية.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا بن يوسف قال : حدّثنا ابن عمران قال : حدّثنا أبو الدرداء، عبد العزيز [ بن منيب ] قال : حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن الضحاك ومجاهد وطاووس عن ابن عباس قال :" قال رسول الله ﷺ :" خمس لخمس " قالوا : يا رسول الله وما خمس لخمس؟ قال :" ما نقض قوم العهد إلاّ سلّط عليهم عدوّهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلاّ فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلاّ فشا فيهم الموت، ولا طفّفوا الكيل إلاّ منعوا النبات وإخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلاّ حبس عنهم القطر ".
وأخبرني بن فنجويه قال : حدّثنا ابن ماجة قال : حدّثنا ابن أيوب قال : حدّثنا القصواني قال : حدّثنا سنان بن حاتم قال : حدّثنا حفص قال : حدّثنا مالك بن دينار قال : دخلتُ على جار لي وقد نزل به الموت فجعل يقول : جبلين من نار جبلين من نار، قال : قلت : ما تقول أتهجر؟ قال : يا أبا يحيى كان لي مكيالان، كنت أكيل بأحدهما وأكتال بالآخر، قال : فقمت فجعلت أضرب أحدهما بالآخر فقال : يا أبا يحيى كلما ضربت أحدهما بالآخر إزداد عظماً فمات في وجعه.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا بن صقلان قال : حدّثنا محمد بن محمد بن النفاخ الباهلي قال : حدّثنا بركة بن محمد الحلبي عن عثمان بن عبدالرحمن عن النضر بن عدي قال : سمعتُ عكرمة يقول : أشهد على كلّ كيّال أو وزّان أنّه في النار، قيل له : إنّ ابنك كيال أو وزان، قال : أنا أشهد أنه في النار.


الصفحة التالية
Icon