وأخبرني أبو عبد الله الفنجوي قال : حدّثنا أبو علي المقريء قال : حدّثنا أبو [ القاسم بن ] الفضل قال : حدّثنا محمد بن حميد قال : حدّثنا يعقوب بن عبدالله الأشعري قال : حدّثنا حفص ابن حميد عن سمر بن عطية قال : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال : أخبرني عن قول الله سبحانه وتعالى :﴿ إِنَّ كِتَابَ الفجار لَفِي سِجِّينٍ ﴾ فقال : إنّ روح الفاجر يُصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها ثم يهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها فيُهبط تحت سبع أرضين حتى ينتهي بها إلى سجّين، وهي حدّ إبليس، فيخرج لها من سجين من تحت حدّ إبليس رق فيرقم ويختم ويوضع تحت حدّ إبليس بمعرفتها الهلاك بحساب يوم القيامة، وإليه ذهب سعيد بن جبير قال : سجّين تحت حدّ إبليس، وقال عطاء الخراساني : هي الأرض السُفلى وفيها إبليس وذريته.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا الفضل قال : حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : قراءتي على يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : وحدّثني عمارة بن عيسى عن يونس بن يزيد عمّن حدّثه عن ابن عباس أنه قال لكعب الأحبار : أخبرني عن سجّين وعليّين، فقال كعب : والذي نفسي بيده لأخبرنّك عنها إلاّ بما أجدُ في كتاب الله المنزل، أما سجّين فإنّها شجرة سوداء تحت الأرضين السبع مكتوب فيها كلّ اسم شيطان، فإذا قبضت نفس الكافر عرج بها إلى السماء فغلقت أبواب السماء دونها، ثم رمى بها إلى سجين فذلك سجين، وأما عليّيون فإنّه إذا قُبضت نفس المسلم عرج بها إلى السماء وفتحت لها أبواب السماء حتى تنتهي إلى العرش، قال : فيخرج كفّ من العرش فيكتبُ له نُزله وكرامته فذلك عليّون.
وقال الكلبي : هي صخرة تحت الأرض السابعة السفلى خضراء خضرة السموات منها، يجعل كتاب الفجار تحتها، وقال وهب : هي آخر سلطان إبليس.


الصفحة التالية
Icon