وأخبرني عقيل : إن المعافى أخبرهم عن ابن جرير قال : حدّثني إسحاق بن وهب الواسطي قال : حدّثنا مسعود بن موسى بن مشكان قال : حدّثنا نصر بن خزيمة عن شعيب بن صفوان عن القرطي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال :" الفلق جبّ في جهنم مغطّى وأما سجين جبّ في جهنم مفتوح ".
وأخبرنا أبو القمر الصفار قال : أخبرنا حاجب بن أحمد قال : حدّثنا محمد بن حماد قال : حدّثنا يحيى بن سليم الطائفي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله سبحانه :﴿ إِنَّ كِتَابَ الفجار لَفِي سِجِّينٍ ﴾ قال : سجّين صخرة تحت الأرض السابعة تقلب فيجعل كتاب الفجّار تحتها، وقال عكرمة : أي لفي خسار وضلال، والمعنى أنه أراد بطلان أعمالهم وذهابها بلا محمده ولا ثواب وهذا سائغ مستفيض في كلام الناس، يقولون لمن خمل ذكره وسقط قدره قد لزق بالحضيض، وقال الأخفش : لفي حبس ضيق شديد، وهو فعّيل من السجّن كما يقال فسّيق وشرّيب قال ابن مقبل :

ورفقه يضربون البيّض ضاحيّة ضرباً تواصت به الأبطال سّجيناً
﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾ يا محمد ﴿ مَا سِجِّينٌ ﴾ أي ذلك الكتاب الذي في السجّين ثم منّ فقال :﴿ كِتَابٌ ﴾ أي هو كتاب ﴿ مَّرْقُومٌ ﴾ مكتوب مثبت عليهم كالرقم في الثوب لا ينسى ولا يمحى حتى يجازوا به وقال قتادة : رُقم لهم بشرّ وقيل : مختوم بلغة حمير. ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * الذين يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدين * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تتلى عَلَيْهِ آيَاتُنَا ﴾ قراءة العامة تتلى، وقرأ أبو حيان بالياء لتقديم الفعل.


الصفحة التالية
Icon