﴿ يَشْهَدُهُ المقربون ﴾ الملائكة ﴿ إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأرآئك يَنظُرُونَ ﴾ أي ما أعطاهم الله تعالى من الكرامة والنعمة، الأرائك : كلّ ما يتكيء عليه، وقيل : السرير في الحجلة، وقال مقاتل : ينظرون إلى [ أعدائهم ] كيف يعذّبون، وقال ابن عطاء : على أرائك المعرفة ينظرون إلى المعروف وعلى أرائك القربة ينظرون إلى الرؤوف.
﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النعيم ﴾ أي عصارته وبريقه ونوره يقال أنضر النبات إذا أزهر ونوّر، وقراءة العامة ﴿ تَعْرِفُ ﴾ بفتح التاء وكسر الراء ﴿ نَضْرَةَ ﴾ نصب، وقرأ أبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الراء على غير تسمية الفاعل.
﴿ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ ﴾ خمر صافية طيبة وقيل : هي الخمر العتيقة، مقاتل : الخمر البيضاء. قال حسان :
| يسقون من ورّد البريص عليهم | بردا يُصفّق بالرحيق السَلسَل |
| أم لا سبيل إلى الشباب وذكره | أشهى إليّ من الرحيق السلسل |
﴿ خِتَامُهُ ﴾ طينة ﴿ مِسْكٌ ﴾ قال ابن زيد : ختامه عند الله سبحانه : مسّك وختامها اليوم في الدنيا طين، وقال ابن مسعود : مختوم ممزوج، ختامه خلطو مسك، وقال علقمة : طعمه وريحه مسك، وقال الآخرون : عاقبته وآخر طعمه مسك، قال قتادة : يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك، وروى عبد الرحمن بن سابط عن أبي الدرداء في قوله سبحانه ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ قال : شراب أبيض مثل الفضة يختمون به شرابهم ولو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل إصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلاّ وجد طيبها.
وختم كلّ شيء الفراغ منه، ومنه ختم القرآن، والأعمال بخواتيمها، وقراءة العامة ( ختامه ) بتقديم التاء وقرأ الكسائي ( خاتمه ) وهي قراءة علي وعلقمة.