أخبرنا محمد بن عبدوس قال : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن الجهم قال : أخبرنا يحيى بن زرارة الفراء قال : حدّثني محمد بن الفضل عن عطاء بن السائب عن أبي عبدالرحمن أنه قرأ خاتمه مسك.
وباسناده عن الفراء قال : حدّثني أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي قال : قرأ علقمة بن قيس ( خاتمه مسك ) وقال : أما رأيت المرأة تقول للعطار : اجعل لي خاتمه مسكاً، تريد آخره، والخاتم والختام واحد كما يقال للرجل الكريم : الطابع والطباع، وقال الفرزدق :

فبتن بجانبي مصّرعات وبتّ أفضُ أغلاق الختام
﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المتنافسون ﴾ فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله، وقال مجاهد فليعمل العاملون، نظيره قوله سبحانه :﴿ لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ العاملون ﴾ [ السجدة : ١٧ ]، مقاتل بن سليمان : فليتنازع المتنازعون، ابن حيان : فليتسارع المتسارعون، عطا : فليستبق المتسابقون، زيد بن أسلم : فليتشاح المتشاحون، ابن جرير : فليجدوا في طلبه وليحرصوا عليه، وأصله من الشيء النفيس، وهو الذي تحرص عليه نفوس الناس، ويطلبه ويتمناه ويريده كل واحد منهم لنفسه وينفس به على غيره أي يضنُ.
﴿ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ﴾ شراب ينصب عليه من علو، ومنه سنام البعير وتسنيم القبور قال الضحاك : هو شراب اسمه تسنيم وهو أشرف الشراب، مقاتل : يسمى تسنيماً ؛ لأنه يتسنّم فيصب عليه انصباباً من فوقهم في غرفهم ومنازلهم تجري من جنّة عدن إلى أهل الجنان، قال ابن مسعود وابن عباس : هو خالص للمقربين يشربونها صرفاً ويمزج لساير أهل الجنة.


الصفحة التالية
Icon