وأخبرنا عبد الله بن حامد في آخرين قالوا : أخبرنا مكيّ قال : حدّثنا عمار بن رجاء قال : حدّثنا سويد بن عمرو الكلبي قال : حدّثنا حماد بن سملة عن علي بن زيد عن يونس بن مهران عن ابن عباس ﴿ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ﴾ قال : هذا مما قال الله سبحانه :﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [ السجدة : ١٧ ]، وعن بعضهم : أنها عين تجري في الهواء متسنماً فتصب في أواني أهل الجنّة على مقدار ملئها، فإذا امتلأت أمسك الماء حتى لا يقع منه قطرة على الأرض فلا يحتاجون إلى الأستقاء وهو معنى قول قتادة، وأصل الكلمة مأخوذ من علوّ المكان والمكانة، فيقال للشيء المرتفع : سنام، وللرجل الشريف : سنام وهو اسم معرفة مثل التنعيم وهو اسم جبل.
﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ﴾ أي منها، وقيل يشربها ﴿ المقربون ﴾ قال الحريري والواسطي : يشرب بها المقرّبون صرفاً على بساط القرب في مجلس الأُنس ورياض القُدس بكأس الرضا على مشاهدة الحقّ سبحانه وتعالى.
﴿ إِنَّ الذين أَجْرَمُواْ ﴾ اشركوا أبا جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأصحابهم من مترفي مكّة ﴿ كَانُواْ مِنَ الذين ﴾ عمّار وخبّاب وصهيب وبلال وأصحابهم من فقراء المؤمنين. ﴿ يَضْحَكُونَ ﴾ وبهم يستهزؤون ومن إسلامهم يتعجبون.
وقال مقاتل والكلبي : نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وذلك أنه جاء في نفر من المسلمين إلى النبي ﷺ فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات قبل أن يصل عليّ وأصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon