قوله تعالى :﴿ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون؟! ﴾ قال الزجاج : المعنى : لو ظنوا أنهم يُبْعَثُون ما نقصوا في الكيل والوزن ﴿ ليوم عظيم ﴾ يعني به يوم القيامة ﴿ يوم يقوم الناس ﴾ منصوب بقوله تعالى "مبعوثون".
قال المفسرون : والظن هاهنا بمعنى العلم واليقين.
ومعنى : يقوم الناس، أي : من قبورهم ﴿ لرب العالمين ﴾ أي : لأمره، أو لجزائه وحسابه، وقيل : يقومون بين يديه لفصل القضاء.
وفي "الصحيحين" من حديث ابن عمر عن رسول الله ﷺ أنه قال : في هذه الآية :" يقوم أحدهم في رَشَحِهِ إلى أنصاف أذنيه " وقال كعب : يقفون ثلاثمائة عام.
قال مقاتل : وذلك إذا خرجوا من قبورهم.
قوله تعالى :﴿ كلا ﴾ ردع وزجر، أي : ليس الأمر على ما هم عليه، فليرتدعوا.
وهاهنا تم الكلام عند كثير من العلماء.
وكان أبو حاتم يقول :"كلا" ابتداء يتصل بما بعده على معنى "حقاً" ﴿ إن كتاب الفجار ﴾ قال مقاتل : إن كتاب أعمالهم ﴿ لفي سجين ﴾ وفيها أربعة أقوال :
أحدها : أنها الأرض السابعة، وهذا قول مجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد، ومقاتل.
وروي عن مجاهد قال :"سجين" صخرة تحت الأرض السابعة، يجعل كتاب الفجار تحتها، وهذه علامة لخسارتهم، ودلالة على خساسة منزلتهم.
والثاني : أن المعنى إن كتابهم لفي سفال، قاله الحسن.
والثالث : لفي خسار، قاله عكرمة.
والرابع : لفي حبس، فعِّيل من السجن، قاله أبو عبيدة.
قوله تعالى :﴿ وما أدراك ما سجين ﴾ هذا تعظيم لأمرها.
وقال الزجاج : أي : ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك.
قوله تعالى :﴿ كتاب مرقوم ﴾ أي : ذلك الكتاب الذي في سجين كتاب مرقوم، أي : مكتوب.
قال ابن قتيبة : والرقم : الكتاب، قال أبو ذؤيب :
عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَا...
ةِ يَزْبُرُه الكَاتِبُ الحِمْيَرِيُّ
وأنشده الزجاج :"يَذْبِرها" بالذال المعجمة، وكسر الباء.
قال الأصمعي : يقال : زبر : كتب، وذبر : قرأ.


الصفحة التالية
Icon