السماء والأرض في المشهد الهائل الجليل:(يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه. فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، وينقلب إلى أهله مسرورا، وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا، ويصلى سعيرا. إنه كان في أهله مسرورا. إنه ظن أن لن يحور. بلى إن ربه كان به بصيرا)..
والمقطع الثالث عرض لمشاهد كونية حاضرة، مما يقع تحت حس "الإنسان" لها إيحاؤها ولها دلالتها على التدبير والتقدير، مع التلويح بالقسم بها على أن الناس متقلبون في أحوال مقدرة مدبرة، لا مفر لهم من ركوبها ومعاناتها: (فلا أقسم بالشفق، والليل وما وسق، والقمر إذا اتسق ; لتركبن طبقا عن طبق)..
ثم يجيء المقطع الأخير في السورة تعجيبا من حال الناس الذين لا يؤمنون ; وهذه هي حقيقة أمرهم، كما عرضت في المقطعين السابقين. وتلك هي نهايتهم ونهاية عالمهم كما جاء في مطلع السورة:(فما لهم لا يؤمنون ؟ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ؟).. ثم بيان لعلم الله بما يضمون عليه جوانحهم وتهديد لهم بمصيرهم المحتوم:(بل الذين كفروا يكذبون. والله أعلم بما يوعون. فبشرهم بعذاب أليم. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. لهم أجر غير ممنون).. أ هـ ﴿الظلال حـ ٦ صـ ٣٨٦٤ ـ ٣٨٦٥﴾


الصفحة التالية
Icon