فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الانشقاق
انشقت : أي تشقّقت بالغمام كما جاء فى قوله :" وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ " وأذنت لربها : أي استمعت له كما قال :
صمّ إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بشرّ عندهم أذنوا
وحقّت : أي وحق لها أن تمتثل ذلك أي يجدر بها أن تكون كذلك، قال كثير :
فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا وحقّت لها العتبى لدينا وقلّت
مدت : أي بسطت بزوال جبالها ونسفها حتى صارت قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، وألقت ما فيها : أي ألقت ما فى جوفها من الموتى والكنوز، وتخلت :
أي خلت مما فيها فلم يبق فيها شىء، كادح : أي جاهد مجدّ. قال شاعرهم :
ومضت بشاشة كلّ عيش وبقيت أكدح للحياة وأنصب
فملاقيه : أي فملاق له عقب ذلك، ينقلب : أي يرجع، أهله : أي عشيرته المؤمنين، وراء ظهره : أي بؤتاه بشماله من وراء ظهره، والثبور : الهلاك أي ينادى ويقول : وا ثبوراه أقبل فهذا أوانك، ويصلى : أي يقاسى، وسعيرا : أي نارا مستعرة، مسرورا : أي فرحا، يحور : أي يرجع قال لبيد :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
والمراد أنه لن يرجع إلى اللّه، بلى : أي بلى يحور ويرجع.
الشفق : هو الحمرة التي تشاهد فى الأفق الغربي بعد الغروب، وأصله رقة الشيء، يقال ثوب شفق : أي لا يتماسك لرقته، ومنه أشفق عليه : أي رق له قلبه قال :
تهوى حياتى وأهوى موتها شفقا والموت أكرم نزّال على الحرم
وسق : أي ضم وجمع، يقال وسقه فاتسق واستوسق : أي جمعه فاجتمع، وإبل مستوسقة : أي مجتمعة قال :
إن لنا قلائصا حقائقا مستوسقات لم يجدن سائقا
واتسق أي اجتمع نوره وصار بدرا، لتركبنّ : أي لتلاقنّ، والطبق : الحال المطابقة لغيرها، قال الأقرع بن حابس :
إنى امرؤ حلبت الدهر أشطره وساقنى طبق منه إلى طبق


الصفحة التالية
Icon