وقال الفراء :
سورة ( الانشقاق )
﴿ إِذَا السَّمَآءُ انشَقَّتْ ﴾
قوله عز وجل: ﴿إِذَا السَّمَآءُ انشَقَّتْ...﴾.
تشقق بالغمام.
﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴾
وقوله عز وجل: [/ب] ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ...﴾.
سمعت وحق لها ذلك. وقال بعض المفسرين: جواب ﴿إِذا السّماء انشقت﴾ قوله: ﴿وأذنت﴾ ونرى أنه رأى ارتآه المفسر، وشبهه بقول الله تبارك وتعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُها﴾ لأنا لم نسمع جواباً بالواو فى" إذ" مبتدأة، ولا قبلها كلام، ولا فى "إذا" إذا ابتدئت، وإنما تجيب العرب بالواو فى قوله: حتى إذا كان، و "فلما أن كان" لم يجاوزوا ذلك.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِن كلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، واقْتَرَبَ﴾ بالواو، ومعناه: اقترب. والله أعلم. وقد فسرناه فى غير هذا الموضع.
﴿ وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ ﴾
وقوله عز وَجل: ﴿وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ...﴾.
بسطت ومُدِّدت كما يمدّد الأديم العكاظى والجواب فى: ﴿إذا السماءُ انشقَّت﴾، وفى ﴿وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ﴾ كالمتروك ؛ لأنَّ المعنى معروف قد تردّد فى القرآن معناه فعرف. وإن شئت كان جوابه: يأيها الإنسان. كقول القائل: إذا كان كذا وكذا فيأيها الناس ترون ما عملتم من خير أو شر. تجعل يأيها الإنسان هو الجواب، وتضمر فيه الفاء، وقد فسِّر جواب: إذا السماء ـ فيما يلقى الإنسان من ثواب وَعقاب ـ وكأن المعنى: ترى الثواب والعقاب إذا انشقت السماء.
﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ ﴾
وقوله جل وعز: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ...﴾.
يقال: إن أيمانهم تُغل إلى أعناقهم، وتكون شمائلهم وراءَ ظهورهم.
﴿ فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً...﴾.