وقال ملا حويش :
تفسير سورة الانشقاق
عدد ٣٣ - ٨٣ و٨٤
نزلت بمكة بعد سورة الانفطار، وهي خمس وعشرون آية، ومئة وسبع كلمات، وأربعمائة وثلاثون حرفا، وتسمى سورة انشقت.
لا يوجد مثلها في عدد الآي، ولا ناسخ ولا منسوخ فيها.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال تعالى :"إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ١ وَأَذِنَتْ" سمعت وأجابت وأذعنت وخضعت "لِرَبِّها" في ذلك الانشقاق، وهو مثل انفطرت في السورة المارة من حيث المعنى.
وأعلم أن انشقاق السماء وإن ثبت في هذه الآية نصا إلا أن موضعه وكيفيته غير معلومة على القطع، وقد عثرنا على ما أخرج ابن أبي حاتم عن علي كرم اللّه وجهه أنها تنشق من المجرّة، وقد جاء بالآثار أن المجرة باب السماء، وقال بعضهم إنها وسط السماء، وقال أهل الهيئة إنها نجوم صغار متقاربة بعضها من بعض، وقولهم هذا لا ينافي كونها باب السماء ووسطه، وان مصعد الملائكة ومهبطهم منها واللّه أعلم.
وما قيل إن النبي صلّى اللّه عليه وسلم حين أرسل معاذا إلى اليمن وقال له إنهم سائلوك عن المجرة فقل لهم إنها لعاب حية تحت العرش لا يصح، وليس هو من متعلقات الدين حتى يوصيه به.
وأذن بمعنى سمع وارد في كلام العرب، قال قغيد :
إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحا وما هم أذنوا من صالح دفنوا
وقال الآخر :
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا
أي سمعوا وصاروا كلهم آذانا وسماعها انقيادها لأمر اللّه بما يراد منها.