وقيل : تقدّم منهم سؤال عن وقت القيامة، فقيل لهم : إذا ظهرت أشراطها كانت القيامة، فرأيتم عاقبة تكذيبكم بها.
والقرآن كالآية الواحدة في دلالة البعض على البعض.
وعن الحسن : إن قوله ﴿ إِذَا السمآء انشقت ﴾ قسم.
والجمهور على خلاف قوله من أنه خبر وليس بقسم.
قوله تعالى :﴿ يا أيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً ﴾
المراد بالإنسان الجنس أي يابن آدم.
وكذا روى سعيد عن قتادة : يابن آدم، إن كَدْحَك لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ولا قوّة إلا بالله.
وقيل : هو مُعَيَّن ؛ قال مقاتل : يعني الأسود بن عبد الأسد.
ويقال : يعني أُبَيَّ بن خَلَف.
ويقال : يعني جميع الكفار ؛ أيها الكافر إنك كادح.
والكدح في كلام العرب : العمل والكسب ؛ قال ابن مقبل :
وما الدهُر إِلا تارتانِ فمِنهما...
أَموت وأُخرى أبتغِي العيش أكدح
قال آخر :
ومَضَتْ بشاشةُ كل عيشٍ صالِحٍ...
وبَقِيتُ أَكدح لِلحياةِ وأَنصِب
أي أعمل.
وروى الضحاك عن ابن عباس :"إِنك كادِح" أي راجع "إِلى ربك كدحاً" أي رجوعاً لا محالة ﴿ فَمُلاَقِيهِ ﴾ أي مُلاقٍ ربك.
وقيل : مُلاقٍ عملك.
القتبيّ "إِنك كادح" أي عامل ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك.
والملاقاة بمعنى اللقاء أي تلقى ربك بعملك.
وقيل أي تلاقي كتاب عملك ؛ لأن العمل قد انقضى ولهذا قال :" فأما مَنْ أُوتِيِ كِتابه بيمينه".
قوله تعالى :﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴾ وهو المؤمن ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ﴾ لا مناقشة فيه.


الصفحة التالية
Icon