﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابه بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ﴾ الخ كما في قوله تعالى :﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مّنّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [ البقرة : ٣٨ ] وقوله تعالى :﴿ يا أيها الإنسان ﴾ [ الإنشقاق : ٦ ] الخ اعتراض وقيل هو محذوف للتهويل أي كان ما كان مما يضيق عنه نطاق البيان وقدره بعضهم نحو ما صرح به في سورتي التكوير والانفطار وقيل هو ما دل عليه ﴿ القرءان خَلَقَ الإنسان ﴾ الخ وتقديره لاقى الإنسان كدحه وقيل هو نفسه على حذف الفاء والأصل في أيها الإنسان أو بتقدير يقال
وقال الأخفش والمبرد هو قوله تعالى :﴿ فملاقيه ﴾ بتقدير فأنت ملاقيه ليكون مع المقدر جملة وعلى هذا جملة يا أيها الإنسان الخ معترضة وقال ابن الانباري والبلخي هو ﴿ وأذنت ﴾ على زيادة الواو كما قيل في قوله تعالى :﴿ حتى إِذَا جَاءوهَا وَفُتِحَتْ أبوابها ﴾ [ الزمر : ٧٣ ] وعن الأخفش أن إذا هنا لا جواب لها لأنها ليست بشرطية بل هي في ﴿ إذا السماء ﴾ [ الانشقاق : ١ ] متجردة عنها مبتدأ وفي ﴿ وإذا الأرض ﴾ [ الانشقاق : ٣ ] خبر والواو زائدة أي وقت انشقاق السماء وقت مد الأرض وقيل لا جواب لها لأنها ليست بذلك بل متجردة عن الشرطية واقعة مفعولاً لا ذكر محذوفاً ولا يخفى ما في بعض هذه الأقوال من الضعف ولعل الأولى منها الأولان والحساب اليسير السهل الذي لا مناقشة فيه كما قيل وفسره عليه الصلاة والسلام بالعرض وبالنظر في الكتاب مع التجاوز فقد أخرج الشيخان والترمذي وأبو داود عن عائشة أن النبي ﷺ قال " ليس أحد يحاسب إلا هلك قلت يا رسول الله جعلني الله تعالى فداك أليس الله تعالى يقول :﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابه بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ﴾ قال ذلك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك " وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه والحاكم