وقوله تعالى :﴿ وحقت ﴾، قال ابن عباس وابن جبير معناه : وحق لها أن تسمع وتطيع، ويحتمل أن يريد : وحق لها أن تنشق لشدة الهول وخوف الله تعالى، و" مد الأرض " : هو إزالة جبالها حتى لا يبقى فيها عوج ولا أمت فذلك مدها، وفي الحديث :" إن الله تعالى يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم العكاظي " ﴿ وألقت ما فيها ﴾ : يريد الموتى قاله الجمهور، وقال الزجاج : ومن الكنوز، وهذا ضعيف لأن ذلك يكون وقت خروج الدجال، وإنما تلقي يوم القيامة الموتى، ﴿ وتخلت ﴾ معناه : خلت عما كان فيها أي لم تتمسك منهم بشيء، وقوله تعالى :﴿ يا أيها الإنسان ﴾ مخاطبة للجنس، و" الكادح " : العامل بشدة وسرعة واجتهاد مؤثر، ومنه قول النبي ﷺ :" من سأل وله ما يغنيه حاءت مسألته خدوشاً أو كدوحاً في وجهه يوم القيامة " والمعنى أنك عامل خيراً أو شراً وأنت لا محالة في ذلك سائر إلى ربك، لأن الزمن يطير بعمر الإنسان، فإنما هو مدة عمره في سير حثيث إلى ربه، وهذه آية وعظ وتذكير، أي فكر على حذر من هذه الحال واعمل عملاً صالحاً تجده، وقرأ طلحة : بإدغام كاف كادح ومن هذه اللفظة قول الشاعر :[ الوافر ]
وما الإنسان إلا ذو اغترار... طوال الدهر يكدح في سفال