وقال قتادة : من استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل، وقوله تعالى :﴿ فملاقيه ﴾ معناه : فملاقي عذابه أو تنعيمه، واختلف النحاة في العامل : في ﴿ إذا ﴾، فقال بعض النحاة العامل :﴿ انشقت ﴾ وأبى ذلك كثير من أئمتهم، لأن ﴿ إذا ﴾ : مضافة إلى ﴿ انشقت ﴾ ومن يجز ذلك تضعف عنده الإضافة، وأبى ذلك كثير من أئمتهم، لأن ﴿ إذا ﴾ مضافة إلى ﴿ انشقت ﴾ ومن يجز ذلك يضعف عنده الإضافة، ويقوى معنى الجزاء، وقال آخرون منهم : العامل ﴿ فملاقيه ﴾، وقال بعض حذاقهم : العامل فعل مضمر، وكذلك اختلفوا في جواب ﴿ إذا ﴾، فقال كثير من النحاة : هو محذوف لعلم السامع به، وقال أبو العباس المبرد والأخفش : هو في قوله :﴿ يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ﴾، إذا انشقت السماء، انشقت فأنت ملاقي الله، وقيل التقدير في أيها الإنسان، وجواب ﴿ إذا ﴾ في الفاء المقدرة، وقال الفراء عن بعض النحاة : هو ﴿ أذنت ﴾ على زيادة تقدير الواو، وأما الضمير ﴿ فملاقيه ﴾، فقال جمهور المتأولين هو عائد على الرب، فالفاء على هذا عاطفة ملاق على كادح، وقال بعض الناس : هو عائد على الكدح، فالفاء على هذا عاطفة جملة على التي قبلها، والتقدير فأنت ملاقيه، والمعنى ملاقي جزائه خيراً كان أو شراً، ثم قسم تعالى الناس إلى : المؤمن والكافر، فالمؤمنون يعطون كتبهم بأيمانهم ومن ينفذ عليه الوعيد من عصاتهم فإنه يعطى كتابه عند خروجه من النار، وقد جوز قوم أن يعطاه أولاً قبل دخوله النار، وهذه الآية ترد على هذا القول، و" الحساب اليسير " : هو العرض : وأما من نوقش الحساب، فإنه يهلك ويعذب، وكذلك قال رسول الله ﷺ لعائشة رضي الله عنها، وذلك أن رسول الله ﷺ قال :