" من حوسب عذب " فقالت عائشة : ألم يقل الله ﴿ فسوف يحاسب حساباً يسيراً ﴾ الآية، فقال رسول الله ﷺ :" إنا ذلك العرض، وأما من نوقش الحساب فيهلك " وفي الحديث من طريق ابن عمر :" إن الله تعالى يدني العبد حتى يضع عليه كنفه، فيقول : ألم أفعل بك كذا وكذا يعدد عليه نعمه ثم يقول له : فلم فعلت كذا وكذا لمعاصيه، فيقف العبد حزيناً فيقول الله تعالى : سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم " وقالت عائشة : سمعت رسول النبي ﷺ يقول :" اللهم حاسبني حساباً يسيراً " قلت يا رسول الله، وما هو ؟ فقال :" أن يتجاوز عن السيئات " وروي عن عمر، أن النبي ﷺ قال :" من حاسب نفسه في الدنيا، هون الله تعالى حسابه يوم القيامة "، وقوله تعالى :﴿ إلى أهله ﴾ أي الذين أعد الله له في الجنة، إما من نساء الدنيا، وإما من الحور العين وإما من الجميع، والكافر يؤتى كتابه من ورائه لأن يديه مغلولتان، وروي أن يده تدخل من صدره حتى تخرج من وراء ظهره، فيأخذ كتابه بها، ويقال إن هاتين الآيتين نزلتا في أبي سلمة بن عبد الأسد، وكان أبو سلمة من أفضل المؤمنين، وأخوه من عتاة الكافرين، ﴿ ويدعو ثبوراً ﴾ معناه : يصيح منتحباً، واثبوراه، واخزياه، ونحو هذا مما معناه : هذا وقتك، وزمانك أي احضرني، والثبور، اسم جامع للمكاره كالويل، وقرأ ابن كثير ونافع، وابن عامر والكسائي والحسن وعمر بن عبد العزيز والجحدري وأبو السناء والأعرج :" ويُصلّى " بشد اللام وضم الياء على المبالغة، وقرأ نافع أيضاً وعاصم وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وقتادة وعيسى وطلحة والأعمش : بفتح الياء على بناء الفعل للفاعل، وفي مصحف ابن مسعود :" وسيصلى "، وقوله تعالى :﴿ في أهله ﴾ يريد في الدنيا أي تملكه ذلك لا يدري إلا السرور بأهله دون معرفة الله والمؤمن إن سر بأهله لا حرج عليه، وقوله تعالى :{ إنه