وقال الفراء :
سورة ( البروج )
﴿ وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴾
قوله عز وجل: ﴿وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ...﴾.
اختلفوا فى البروج، فقالوا: هى النجوم، وقالوا: هى البروج التى تجرى فيها الشمس والكواكب المعروفة: اثنا عشر برجاً، وَقالوا: هِى قصور فى السماءِ، والله أعلم بصواب ذلك.
﴿ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾
وقول جل وَعز: ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ...﴾.
ذكروا أنه القيامة، ﴿وَشَاهِدٍ...﴾ يوم الجمعة، ﴿وَمَشْهُودٍٍ...﴾ يوم عرفة، وَيقال: الشاهد أيضاً يوم القيامة، فكأنه قال: واليوْم الموعوْد وَالشاهد، فيجعلُ الشاهد من صلة الموعود، يتبعه فى خفضه.
﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ ﴾
وقوله جل وعز: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ...﴾.
يقال فى التفسير: إن جواب القسم فى قوله: "قُتِلَ"، كما كان جواب ﴿وَالشّمسِ وَضُحَاها﴾ فى قوله! ﴿قَدْ أفْلَحَ﴾: هذا فى التفسير، ولم نجد العرب تدع القسم بغير لام يُسْتَقْبَل بها أو "لا" أو "إن" أو "ما" فإن يكن كذلك فكأنه مما ترك فيه الجواب: ثم استؤنف موضع الجواب بالخير، كما قيل: يأيها الإنسان فى كثير من الكلام.
وقوله جل وعز: ﴿الأُخْدُودِ...﴾.
كان مالك خدّ لقوم أخاديد فى الأرض، ثم جمع فيها الحطب، وألهب فيها النيران، فأحرق بها قوما وقعد الذين حفروها حولها، فرفع الله النار إلى الكفرة الذين حفروها فأحرقتهم، ونجا منها المؤمنون، فذلك قوله عز وجل: ﴿فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ﴾ فى الآخرة ﴿وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ﴾ فى الدنيا. ويقال: إنها أحرقت من فيها، ونجا الذين فوقها.