واحتج قائل هذا بقوله: ﴿وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ﴾، والقول الأول أشبه بالصواب، وذلك لقوله: ﴿فَلَهُمْ عَذَابُ جَهنَّمَ، ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ ولقوله فى صفة الذين آمنوا ﴿ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ﴾، يقول: فازوا من عذاب الكفار، وعذاب الآخرة، فأكْبِر به فوزا.
وقوله عز وجل: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ...﴾.
يقول: قتلهم النار، ولو قرئت: "النارُ ذاتُ الوَقُودِ"، بالرفع كان صوابا، وقرأ أبو عبدالرحمن السُّلْمّى، ﴿وكَذَلِكَ زُيِّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهم﴾. رفع الشركاء بإعادة الفعل: زينه لهم شركاؤهم. كذلك قوله: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ﴾ قتلتهم النار ذات الوقود. ومن خفض: "النارِ ذاتِ الْوَقُودِ" وهى فى قراءة العوام ـ جعل النار هى الأخدود إذ كانت النار فيها كأنه قال: قتل أصحاب النار ذات الوقود.
﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ...﴾.
خفضه يحيى وأصحابه.
وبعضهم رفعه جعله من صفة الله تبارك وتعالى. وخفْضُه من صفة العرش، كما قال: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ﴾ فوصف القرآن بالمَجَادة.
وكذلك قوله: ﴿فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾.
من خفض جعله من صفة اللوح، ومن رفع جعله للقرآن، وقد رفع المحفوظ شيبة، وأبو جعفر المدنيان. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٥٢ ـ ٢٥٤﴾


الصفحة التالية
Icon