وقيل : الشاهد محمد ﷺ لقوله :﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء شَهِيداً ﴾ [ النساء : ٤١ ] وقوله :﴿ ياأيها النبى إِنَّا أرسلناك شَاهِداً وَمُبَشّراً وَنَذِيراً ﴾ [ الأحزاب : ٤٥ ].
وقوله :﴿ وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ].
وقيل : الشاهد جميع الأنبياء لقوله :﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾ وقيل : هو عيسى بن مريم لقوله :﴿ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دمت فِيهِمْ ﴾ [ المائدة : ١١٧ ] والمشهود على هذه الأقوال الثلاثة : إما أمة محمد، أو أمم الأنبياء، أو أمة عيسى.
وقيل : الشاهد آدم.
والمشهود ذريته.
وقال محمد بن كعب : الشاهد الإنسان لقوله :﴿ كفى بِنَفْسِكَ اليوم عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [ الإسراء : ١٤ ] وقال مقاتل : أعضاؤه لقوله :﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [ النور : ٢٤ ] وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة، والمشهود سائر الأمم لقوله :﴿ وكذلك جعلناكم أُمَّةً وَسَطًا لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى الناس ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ].
وقيل : الشاهد : الحفظة والمشهود بنو آدم.
وقيل : الأيام والليالي.
وقيل : الشاهد الخلق يشهدون لله عزّ وجلّ بالوحدانية، والمشهود له بالوحدانية هو الله سبحانه، وسيأتي بيان ما ورد في تفسير الشاهد والمشهود، وبيان ما هو الحقّ إن شاء الله.
﴿ قُتِلَ أصحاب الأخدود ﴾ هذا جواب القسم، واللام فيه مضمرة، وهو الظاهر، وبه قال الفراء، وغيره.
وقيل تقديره : لقد قتل، فحذفت اللام، وقد، وعلى هذا تكون الجملة خبرية، والظاهر أنها دعائية ؛ لأن معنى ﴿ قتل ﴾ لعن.