وقيل المعنى : فعل الله بهم ذلك لأنهم أهل له، فهو على جهة الدعاء بحسب البشر، لا أن الله يدعو على أحد، وقيل عن ابن عباس معناه : لعن، وهذا تفسير بالمعنى، وقيل هو إخبار بأن النار قتلتهم، قاله الربيع بن أنس، وسيأتي بيانه، واختلف الناس في ﴿ أصحاب الأخدود ﴾، فقيل : هو قوم كانوا على دين كان لهم ملك فزنى بأخته، ثم حمله بعض نسائه على أن يسن في الناس نكاح البنات والأخوات، فحمل الناس على ذلك فأطاعه كثير وعصيته فرقة فخَدَّ لهم أخاديد، وهي حفائر طويلة كالخنادق، وأضرم لهم ناراً وطرحهم فيها، ثم استمرت المجوسية في مطيعيه، وقال علي بن أبي طالب :﴿ الأخدود ﴾، وملك حمير، كان بمزارع من اليمن، اقتتل هو والكفار مع المؤمنين، ثم غلب في آخر الأمر فحرقهم على دينهم إذا أبوا دينه، وفيهم كانت المرأة ذات الطفل التي تلكأت، فقال لها الطفل : امضي في النار فإنك على الحق، وحكى النقاش عن علي رضي الله عنه، أن نبيّ ﴿ أصحاب الأخدود ﴾ كان حبشياً، وأن الحبشة بقية ﴿ أصحاب الأخدود ﴾ وقيل :﴿ أصحاب الأخدود ﴾ ذو نواس في قصة عبد الله بن التامر التي وقعت في السير، وقيل : كان ﴿ أصحاب الأخدود ﴾ في بني إسرائيل.