وقال القرطبى :
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١) ﴾
قسم أقسم الله به جل وعز.
وفي "البروج" أقوال أربعة : أحدها ذات النجوم ؛ قاله الحسن وقتادة ومجاهد والضحاك.
الثاني القُصُور، قاله ابن عباس وعِكرمة ومجاهد أيضاً.
قال عِكرمة : هي قُصور في السماء.
مجاهد : البُروج فيها الحرس.
الثالث ذات الخَلْق الحسن ؛ قال المِنهال بن عمرو.
الرابع ذات المنازل ؛ قاله أبو عبيدة ويحيى بن سلام.
وهي اثنا عشر بُرْجاً، وهي منازل الكواكب والشمس والقمر.
يسير القمر في كل برج منها يومين وثلث يوم ؛ فذلك ثمانية وعشرون يوماً، ثم يستسِرّ ليلتين ؛ وتسير الشمس في كل برج منها شهراً.
وهي : الحَمَل، والثَّورُ، والجَوزاء، والسَّرَطان، والأسد، والسُّنْبلة، والمِيزان، والعَقْرب، والقَوسُ والجَدْي، والدلو، والحُوت.
والبروج في كلام العرب : القصور ؛ قال الله تعالى :﴿ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ﴾ [ النساء : ٧٨ ].
وقد تقدّم.
قوله تعالى :﴿ واليوم الموعود ﴾ أي الموعود به.
وهو قَسَم آخر، وهو يوم القيامة ؛ من غير اختلاف بين أهل التأويل.
قال ابن عباس : وُعِد أهلُ السماء وأهل الأرض أن يجتمعوا فيه.
﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ اختلف فيهما ؛ فقال عليّ وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم : الشاهد يوم الجمعة، والمشهودُ يوم عرفة.
وهو قول الحسن.
ورواه أبو هُريرة مرفوعاً قال : قال رسول الله ﷺ :" اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة...
" خرّجه أبو عيسى الترمذيّ في جامعه، وقال : هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث موسى ابن عُبيدة، وموسى بن عبيدة يُضَعَّف في الحديث، ضَعَّفه يحيى بن سعيد وغيره.
وقد رَوَى شُعبة وسفيان الثوريّ وغير واحد من الأئمة عنه.
قال القشَيريّ فيومُ الجمعة يشهد على كل عامل بما عمل فيه.


الصفحة التالية
Icon