قلت : وكذلك سائر الأيام والليالي ؛ فكل يوم شاهد، وكذا كل ليلة ؛ ودليله ما رواه أبو نعِيم الحافظ عن معاوية بن قُرّة عن مَعْقِل بن يسار عن النبيّ ﷺ قال :" ليس من يوم يأتي على العبد إلا يُنادَى فيه : يا بن آدم، أنا خَلْق جديد، وأنا فيما تعمل عليك شهيد، فاعمل فيّ خيراً أشهد لك به غد، فإني لو قد مضيتُ لم ترني أبداً، ويقول الليل مثلَ ذلك " حديث غريب من حديث معاوية، تفرّد به عنه زيد العَمِّي، ولا أعلمه مرفوعاً عن النبيّ ﷺ إلا بهذا الإسناد.
وحكى القُشَيريّ عن ابن عمر وابن الزُّبير أن الشاهد يوم الأضحى.
وقال سعيد ابن المسيب : الشاهد : التَّروِية، والمشهود : يوم عَرَفة.
وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ رضي الله عنه : الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم النحر.
وقاله النخعيّ.
وعن عليّ أيضاً : المشهود يوم عرفة.
وقال ابن عباس والحسين ابن عليّ رضي الله عنهما : المشهود يوم القيامة ؛ لقوله تعالى :﴿ ذلك يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ الناس وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴾ [ هود : ١٠٣ ].
قلت : وعلى هذا اختلفت أقوال العلماء في الشاهد، فقيل : الله تعالى ؛ عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جُبير ؛ بيانه :﴿ وكفى بالله شَهِيداً ﴾ [ النساء : ٧٩ ]، ﴿ قل أي شيء أكبر شهادة؟ قلِ الله شهيد بينِي وبينكم ﴾ [ الأنعام : ١٩ ] وقيل : محمد ﷺ ؛ عن ابن عباس أيضاً والحسين بن عليّ ؛ وقرأ ابن عباس ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً ﴾ [ النساء : ٤١ ]، وقرأ الحسين ﴿ يا أيها النبي إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ﴾ [ الأحزاب : ٤٥ ].
قلت : وأقرأ أنا ﴿ ويكون الرسول عليكُمْ شهيداً ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ].