وجيء بامرأة مُرْضعِ فقيل لها ارجعي عن دينك وإلا قذفناك وولدك قال فأشفقت وهمَّت بالرجوع، فقال لها الصبيّ المُرْضَع : يا أمي، اثبتي على ما أنت عليه، فإنما هي غميضة ؛ فألقَوها وابنها.
وروي أبو صالح عن ابن عباس أن النار ارتفعت من الأخدود فصارت فوق الملك وأصحابه أربعين ذِراعاً فأحرقتهم.
وقال الضحاك : هم قوم من النصارى كانوا باليمن قبل مَبعث رسول الله ﷺ بأربعين سنة، أخذهم يوسف بن شراحيل بن تُبّع الحميري، وكانوا نيفاً وثمانين رجلاً، وحفر لهم أخدوداً وأحرقهم فيه.
حكاه الماورديّ، وحكى الثعلبيّ عنه أن أصحاب الأخدود من بني إسرائيل، أخذُوا رجالاً ونساء، فخدّوا لهم الأخاديد، ثم أوقدوا فيها النار، ثم أقيم المؤمنون عليها.
وقيل لهم : تكفرون أو تُقْذَفون في النار؟ ويزعمون أنه دانيال وأصحابه ؛ وقاله عَطِية العوفِيّ.
ورُوي نحو هذا عن ابن عباس.
وقال عليّ رضي الله عنه : إن مِلكاً سُكِر فوقع على أخته، فأراد أن يجعل ذلك شرعاً في رعِيته فلم يقبلوا، فأشارت إليه أن يخطُب بأن الله عز وجل أحل نكاح الأخوات، فلم يُسمع منه.
فأشارت إليه أن يخدّ لهم الأخدود، ويلقي فيه كل من عصاه.
ففعل.
قال : وبقاياهم ينكِحون الأخوات وهم المَجُوس، وكانوا أهل كتاب.
ورُوي عن عليّ أيضاً أن أصحاب الأخدود كان سببهم أن نبياً بعثه الله تعالى إلى الحبشة، فاتبعه ناس، فحذّ لهم قومهم أخدوداً، فمن اتبع النبيّ رمي فيها، فجيء بامرأة لها بُنَيّ رضيع فجزِعت، فقال لها : يا أمّاه، امضي ولا تجزعي.
وقال أيوب عن عِكرمة قال :﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الأخدود ﴾ قال : كانوا من قومك من السجِستان.
وقال الكلبيّ : هم نصارى نجران، أخَذوا بها قوماً مؤمنين، فخدّوا لهم سبعة أخاديد، طول كل أخدود أربعون ذراعاً، وعرضه اثنا عشر ذراعاً.
ثم طرح فيه النفط والحطب، ثم عرضوهم عليها ؛ فمن أبى فذقوه فيها.


الصفحة التالية
Icon