وقيل : قوم من النصارى كانوا بالقُسْطنطينية زمان قُسْطَنطين.
وقال مقاتل : أصحاب الأخدود ثلاثة ؛ واحد بنجران، والآخر بالشام، والآخر بفارس.
أمّا الذي بالشام فأنطنيانوس الرومي، وأما الذي بفارس فبختنصر، والذي بأرض العرب يوسف بن ذي نُواس.
فلم ينزل الله في الذي بفارس والشام قرآناً، وأنزل قرآناً في الذي كان بنجران.
وذلك أن رجلين مسلمين كان أحدهما بتهامة، والآخر بنجران، آجر أحدهما نفسه، فجعل يعمل ويقرأ الإِنجيل ؛ فرأت ابنة المستأجِر النورَ في قراءة الإنجيل، فأخبرت أباها فأسلم.
وبلغوا سبعة وثمانين بين رجل وامرأة، بعد ما رفع عيسى، فخدّ لهم يوسف بن ذي نُواس بن تُبَّعٍ الحِميرِيّ أخدوداً، وأوقد فيه النار ؛ وعرضهم على الكفر، فمن أبى أن يكفر قذفه في النار، وقال : من رجع عن دين عيسى لم يقذف.
وإن امرأة معها ولدها صغير لم يتكلم، فرجعت، فقال لها ابنها : يا أمّاه، إني أرى أمامك ناراً لا تُطْفَأ، فقَذَفا جميعاً أنفسهما في النار، فجعلها الله وابنها في الجنة.
فقُذِف في يوم واحد سبعة وسبعون إنساناً.
وقال ابن إسحاق عن وهب بن منبه : كان رجل من بقايا أهل دين عيسى ابن مريم عليه السلام، يقال له قيميون، وكان رجلاً صالحاً مجتهداً زاهداً في الدنيا مجاب الدعوة، وكان سائحاً في القرى، لا يُعْرَف بقرية إلا مضى عنها، وكان بَنَّاء يعمل الطين.


الصفحة التالية
Icon