وذكر الماورْدِيّ عن زيد بن أسلم : قال رسول الله ﷺ :" الأمانة ثلاث : الصلاة، والصوم، والجنابة.
استأمن الله عز وجل ابن آدم على الصلاة، فإن شاء قال صليت ولم يصل.
استأمن الله عز وجل ابن آدم على الصوم، فإن شاء قال صمت ولم يصم.
استأمن الله عز وجل ابن آدم على الجنابة، فإن شاء قال اغتسلت ولم يغتسل، اقرؤوا إن شئتم ﴿ يَوْمَ تبلى السرآئر ﴾ " وذكره الثعلبي عن عطاء.
وقال مالك في رواية أشهب عنه، وسألته عن قوله تعالى :﴿ يَوْمَ تبلى السرآئر ﴾ : أبْلغك أن الوضوء من السرائر؟ قال : قد بلغني ذلك فيما يقول الناس، فأما حديث أُحدّث به فلا.
والصلاة من السرائر، والصيام من السرائر، إن شاء قال صليت ولم يصل.
ومن السرائر ما في القلوب ؛ يجزي الله به العباد.
قال ابن العربيّ :"قال ابن مسعود : يُغفر للشهيد إلا الأمانة، والوضوء من الأمانة، والصلاة والزكاة من الأمانة، والوديعة من الأمانة ؛ وأشدّ ذلك الوديعة ؛ تُمَثّل له على هيئتها يوم أخذها، فيرمى بها في قعر جهنم، فيقال له : أخرجها، فيتبعها فيجعلها في عنقه، فإذا رجا أن يخرج بها زلت منه، فيتبعها ؛ فهو كذلك دَهْرَ الداهرين.
وقال أبيّ بن كعب : من الأمانة أن ائتُمنتِ المرأة على فرجها.
قال أشهب : قال لي سفيان : في الحَيضة والحمل، إن قالت لم أحِض وأنا حامل صُدّقت، ما لم تأت بما يعرف فيه أنها كاذبة.
وفي الحديث :" غُسل الجنابة من الأمانة " وقال ابن عُمر : يُبدِي الله يوم القيامة كل سر خفيّ، فيكون زيناً في الوجوه، وشيناً في الوجوه.
والله عالم بكل شيء، ولكن يظهر علامات الملائكة والمؤمنين.
فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (١٠)
قوله تعالى :﴿ فَمَا لَهُ ﴾ أي للإنسان ﴿ مِن قُوَّةٍ ﴾ أي مَنْعة تمنعه.
﴿ وَلاَ نَاصِرٍ ﴾ ينصره مما نزل به.


الصفحة التالية
Icon