وعن عِكرمة ﴿ فما له مِن قوّةٍ ولا ناصِرٍ ﴾ قال : هؤلاء الملوك، ما لهم يوم القيامة من قوّة ولا ناصر.
وقال سفيان : القوّة : العَشِيرة.
والناصر : الحلِيف.
وقيل :"فما له من قوّةٍ" في بدنه.
"ولا ناصِرِ" من غيره يمتنع به من الله.
وهو معنى قول قتادة.
قوله تعالى :﴿ والسمآء ذَاتِ الرجع ﴾
أي ذات المطر.
ترجِع كل سنة بمطر بعد مطر.
كذا قال عامة المفسرين.
وقال أهل اللغة : الرجْع : المطر، وأنشدوا للمُتَنَخِّل يصف سيفاً شبهه بالماء :
أبيضُ كالرجْعِ رَسُوبٌ إذا...
ما ثاخ في مُحْتَفَلٍ يَخْتلِي
ثاخت قدمه في الوحل تثوخ وتثيخ : خاضت وغابت فيه ؛ قاله الجوهري.
قال الخليل : الرجع : المطر نفسه، والرجع أيضاً : نبات الربيع.
وقيل :﴿ ذَاتِ الرجع ﴾ : أي ذات النفع.
وقد يُسمى المطر أيضاً أَوْباً، كما يسمى رَجْعاً، قال :
رَبَّاء شَمَّاءُ لا يأوِي لِقُلتِها...
إلا السحابُ وإلا الأَوبُ والسَّبَلُ
وقال عبد الرحمن بن زيد : الشمس والقمر والنجوم يَرْجعن في السماء ؛ تطلع من ناحية وتغيب في أخرى.
وقيل : ذات الملائكة ؛ لرجوعهم إليها بأعمال العباد.
وهذا قَسَم.
﴿ والأرض ذَاتِ الصدع ﴾ قَسَم آخر ؛ أي تتصدّع عن النبات والشجر والثمار والأنهار ؛ نظيره ﴿ ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً ﴾ [ عبس : ٢٦ ]...
الآية.
والصدع : بمعنى الشَّق ؛ لأنه يصدع الأرض، فتنصدع به.
وكأنه قال : والأرض ذات النبات ؛ لأن النبات صادع للأرض.
وقال مجاهد : والأرض ذات الطُّرُق التي تَصْدَعها المشاة.
وقيل : ذاتِ الحَرْث، لأنه يصدعها.
وقيل : ذاتِ الأموات : لانصداعها عنهم للنشور.
﴿ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴾ على هذا وقع القَسَم.
أي إن القرآن يَفْصل بين الحق والباطل.


الصفحة التالية
Icon