فإن تدبروا نأخذكم في ظهوركم... وإن تقبلوا نأخذكم في الترائب
قال عكرمة : الترائب الصدر، وأنشد :
نظام درّ على ترائبها...
قال في الصحاح : التريبة واحدة الترائب.
وهي : عظام الصدر.
قال أبو عبيدة : جمع التريبة تريب، ومنه قول المثقب العبدي :
ومن ذهب يبين على تريب... كلون العاج ليس بذي غضون
وقول امرىء القيس :
ترائبها مصقولة كالسجنجل... وحكى الزجاج : أن الترائب أربع أضلاع من يمنة الصدر، وأربع أضلاع من يسرة الصدر.
قال قتادة، والحسن : المعنى، ويخرج من صلب الرجل، وترائب المرأة.
وحكى الفرّاء أن مثل هذا يأتي عن العرب يكون معنى ﴿ من بين الصلب ﴾.
من الصلب.
وقيل : إن ماء الرجل ينزل من الدماغ، ولا يخالف هذا ما في الآية ؛ لأنه إذا نزل من الدماغ نزل من بين الصلب والترائب.
وقيل : إن المعنى : يخرج من جميع أجزاء البدن، ولا يخالف هذا ما في الآية ؛ لأن نسبة خروجه إلى بين الصلب والترائب، باعتبار أن أكثر أجزاء البدن هي : الصلب والترائب، وما يجاورها، وما فوقها مما يكون تنزله منها ﴿ إِنَّهُ على رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾ الضمير في ﴿ إنه ﴾ يرجع إلى الله سبحانه لدلالة قوله :﴿ خُلِقَ ﴾ عليه، فإن الذي خلقه هو الله سبحانه، والضمير في ﴿ رجعه ﴾ عائد إلى الإنسان.
والمعنى : أن الله سبحانه على رجع الإنسان، أي : إعادته بالبعث بعد الموت :﴿ لَقَادِرٌ ﴾ هكذا قال جماعة من المفسرين : وقال مجاهد : على أن يردّ الماء في الإحليل.
وقال عكرمة، والضحاك : على أن يردّ الماء في الصلب.
وقال مقاتل بن حيان يقول : إن شئت رددته من الكبر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الصبا، ومن الصبا إلى النطفة.
وقال ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء حتى لا يخرج لقادر.
والأوّل أظهر، ورجحه ابن جرير، والثعلبي، والقرطبي.
﴿ يَوْمَ تبلى السرائر ﴾ العامل في الظرف على التفسير الأوّل، هو ﴿ رجعه ﴾.
وقيل :﴿ لقادر ﴾.


الصفحة التالية
Icon