ولما كان هذا معلماً بأنهم عدم لا اعتبار بهم، قال تعالى مسبباً عنه تهديداً لهم ﴿فمهل الكافرين﴾ أي : فمهل يا أشرف الخلق هؤلاء البعداء، ولا تستعجل بالانتقام ولا بالدعاء عليهم بإهلاكهم فإنا لا نعجل لأنّ العجلة وهي إيقاع الشيء في غير وقته الأليق به نقص. وقوله تعالى :﴿أمهلهم﴾ تأكيد حسنه مخالفة اللفظ، أي : أنظرهم ﴿رويداً﴾ أي : قليلاً، وهو مصدر مؤكد لمعنى العامل مصغر، روداً و أرواداً على الترخيم، وقد أخذهم الله تعالى ببدر ونسخ الإمهال بالأمر بالجهاد والقتال.
وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري أنّ النبيّ ﷺ قال :"من قرأ سورة الطارق أعطاه الله تعالى بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات" حديث موضوع. أ هـ ﴿السراج المنير حـ ٨ صـ ٣٠٨ ـ ٣١٣﴾