من لطائف الإمام القشيرى فى السورة الكريمة
قال عليه الرحمة :
سورة الطارق
قوله جل ذكره :( بسم الله الرحمن الرحيم )
" بسم الله " اسم عزيز إذاأراد إعزاز عبد وقفه لعرفانه، ثم زينه بإحسانه، ثم استخلصه بامتنانه، فعصمه من عصيانه، وقام بحسن التولي ن في جميع أحواله بشأنه، ثم قبضه على إيمانه، ن ثم بوأه في جنانه، وأكرمه برضوانه، ثم أكمل عليه نعمته برؤيته وعيانه.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ ﴾.
أقسم بالسماءِ، وبالنجمِ الذي يَطْرُق ليلاً.
﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴾.
استفهامٌ يراد منه تفخيم شأن هذا النجم.
﴿ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾.
المضيءُ العالي. وقيل : الذي ترمى به الشياطين.
ويقال : هي نجوم المعرفة التي تدل على التوحيد يستضيءُ بنورها ويهتدي بها أولو البصائر.
﴿ إِن كُلُّ نَفْسِ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾.
ما مِنْ نَفْسٍ إلا عليها حافِظٌ من الملائكة، يحفظ عملَه ورزقَه وأجلَه، ويحمله على دوامِ التيقُّظ وجميلِ التحفُّظ.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَلْيَنظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَآئِبِ ﴾.
يخرج من صُلْبِ الأب، وتربيةِ الأم.
وهو بذلك يحثُّه على النَّظَرِ والاستدلال حتى يعرف كمال قدرته وعلمه وإرادته- سبحانه.
﴿ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾.
إنه على بَعْثِه، وخَلْقِه مرةً أخرى لقادِرٌ ؛ لأنه قادر على الكمال - والقدرةُ على الشيءِ تقتضي القدرةَ على مِثْلِه، والإعادة في معنى الابتداء.
﴿ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ ﴾.
يوم تُمْتَحنُ الضمائر.
﴿ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ ﴾.
أي ما لهذا الإنسان - يومئذٍ - من مُعينٍ يدفع عنه حُكْمَ الله.
﴿ وَالسَّمآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾.
أي المطر.
﴿ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾.
" الصدع " : الانشقاقُ بالنباتِ للزرع والشجر.
﴿ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴾.


الصفحة التالية
Icon