من الإعجاز العلمى فى القرآن
للدكتور زغلول النجار
بحث بعنوان :
من أسرار القرآن
الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
ـ ١٤ والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب *
بقلم: د. زغلول النجار
يستهل ربنا ( تبارك وتعالي ) سورة الطارق بقسم عظيم يقسم به ( سبحانه ) ـ وهو الغني عن القسم ـ بكل من السماء والطارق، ثم يثني باستفهام تفخيمي عن ماهية الطارق ويحدده بالنجم الثاقب، فيقول ( عز من قائل ) مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله ( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ):
والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب *
( الطارق : ١ ـ ٣)
وقد اختلف المفسرون في تحديد المقصود من الطارق، فمنهم من قال إن الوصف ينطبق علي كل نجم، ولا سبيل إلي تحديد نجم بذاته، ولا ضرورة لهذا التحديد، بل إن الإطلاق أولي ليكون المعني : والسماء ونجومها الثاقبة للظلام، النافذة من هذا الحجاب الذي يستر الأشياء... ، كما قال صاحب الظلال ( يرحمه الله رحمة واسعة )..
ومنهم من قال إنه الثريا أو النجم الذي يقال له كوكب الصباح، أو نجم آخر محدد بذاته،
ومنهم من قال إن الوصف ينطبق علي الشهب التي وصفها القرآن الكريم بأنها ثاقبة، كما في قول الحق ( تبارك وتعالي ):
إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب *
( الصافات : ١٠)
وذلك علي الرغم من الفروق الضخمة بين كل من النجم والكوكب والشهاب.
ولكن، الواضح من الآيات أن القسم جاء هنا بنجم خاص بذاته سماه ربنا تبارك وتعالي بـ الطارق، ووصفه بالنجم الثاقب، فما هو هذا النجم المحدد الذي استوجب هذا القسم القرآني التفخيمي، وجاء مقرونا بالسماء علي عظم شأنها؟ خاصة أن القسم في القرآن الكريم يأتي من أجل تنبيهنا إلي أهمية الأمر المقسوم به، وإلي ضرورته لاستقامة الكون