الرجع مصدر رجعت الشيء إذا رددته، والكناية في قوله على رجعه إلى أي شيء ترجع ؟ فيه وجهان أولهما : وهو الأقرب أنه راجع إلى الإنسان، والمعنى أن الذي قدر على خلق الإنسان ابتداء وجب أن يقدر بعد موته على رده حياً، وهو كقوله تعالى :﴿قُلْ يُحْيِيهَا الذى أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [ يس : ٧٩ ] وقوله :﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ [ الروم : ٢٧ ] وثانيهما : أن الضمير غير عائد إلى الإنسان، ثم قال مجاهد : قادر على أن يرد الماء في الإحليل، وقال عكرمة والضحاك : على أن يرد الماء في الصلب.
وروي أيضاً عن الضحاك أنه قادر على رد الإنسان ماء كما كان قبل، وقال مقاتل بن حيان : إن شئت رددته من الكبر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الصبا، ومن الصبا إلى النطفة، واعلم أن القول الأول أصح، ويشهد له قوله :﴿يَوْمَ تبلى السرائر﴾ أي أنه قادر على بعثه يوم القيامة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣١ صـ ١١٥ ـ ١١٩﴾