ولابن الرومِي :
يا راقدَ الليل مسروراً بأوّلهِ...
إن الحوادث قد يطرُقن أسحارا
لاتفرحَنَّ بليل طاب أوّله...
فرب آخرِ ليلٍ أجج النارا
وفي الصحاح : والطارق : النجم الذي يقال له كوكب الصبح.
ومنه قول هند :
نحنُ بناتِ طارِقٍ...
نمشي على النمارقِ
أي إن أبانا في الشرف كالنجم المضيء.
الماورديّ : وأصل الطَّرْق : الدّق، ومنه سميت المِطرقة، فسمي قاصدُ الليلِ طارقاً، لاحتياجه في الوصول إلى الدق.
وقال قوم : إنه قد يكون نهاراً.
والعرب تقول ؛ أتيتك اليوم طَرْقَتين : أي مرتين.
ومنه قوله ﷺ :" أعوذ بك من شر طوارِقِ الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن " وقال جرير في الطروق :
طَرَقَتْكَ صائدةُ القلوب وليس ذا...
حينَ الزيارة فارجِعِي بسلامِ
ثم بين فقال :﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطارق * النجم الثاقب ﴾ والثاقب : المضيء.
ومنه ﴿ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ [ الصافات : ١٠ ].
يقال : ثقُب يثْقُب ثُقُوباً وثقابة : إذا أضاء.
وثُقوبُه : ضوءه.
والعرب تقول : أثقِب نارك ؛ أي أضئها.
قال :
أذاعَ به في الناسِ حتّى كأَنه...
بعلياءَ نارٌ أوقدتْ بثَقُوبِ
الثَّقوب : ما تشعل به النار من دُقاق العِيدان.
وقال مجاهد : الثاقب : المتوهِّج.
القشيري : والمعظَم على أن الطارق والثاقب اسم جنس أريد به العُموم، كما ذكرنا عن مجاهد.
﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطارق ﴾ تفخيماً لشأن هذا المقسَمِ به.
وقال سفيان : كل ما في القرآن "وما أدراك؟" فقد أخبره به.
وكل شيء قال فيه "وما يدريك" : لم يخبره به.
إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤)
قال قتادة : حَفَظة يحفظون عليك رِزقك وعملك وأجلك.
وعنه أيضاً قال : قرِينه يحفظ عليه عمله : من خير أو شر.
وهذا هو جواب القسم.
وقيل : الجواب "إِنه على رجعِهِ لقادِر" في قول الترمذيّ : محمد ابن علي.