وبدت كأن ترائبا من نحرها...
جمرُ الغَضَى في ساعدٍ تتوقد
وقال آخر :
والزعفرانُ على ترائِبِها...
شِرق به اللبات والنحرُ
وعن عكرمة : الترائب : الصدر ؛ ثم أنشد :
نِظامُ دُرٌ على ترائبها...
وقال ذو الرمّة :
ضَرَجْن البرود عن ترائب حرة...
أي شققن.
ويروى "ضرحن" بالحاء ؛ أي ألقين.
وفي الصحاح : والتريبة : واحدة الترائب، وهي عظام الصدر ؛ ما بين الترقوة والثَّندُوة.
قال الشاعر :
أشرفَ ثَدياها على التَّرِيبِ...
وقال المثقِّب العَبْدِيّ :
ومِن ذَهَبِ يُسَنّ على تَرِيبٍ...
كلون العاج ليسَ بذي غُضونِ
عن غير الجوهريّ : الثندوة للرجل : بمنزلة الثدي للمرأة.
وقال الأصمعيّ : مَغْرِز الثدي.
وقال ابن السكيت : هي اللحم حول الثدي ؛ إذا ضممت أوّلها همزت، وإذا فتحت لم تهمز ).
وفي التفسير : يخلق من ماء الرجل الذي يخرج من صلبه العظم والعصب.
ومن ماء المرأة الذي يخرج من ترائبها اللحم والدّم ؛ وقاله الأعمش.
وقد تقدّم مرفوعاً في أوّل سورة ( آلِ عمران ).
والحمد لله وفي ( الحجرات ) ﴿ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثى ﴾ [ الحجرات : ١٣ ] وقد تقدّم.
وقيل : إن ماء الرجل ينزل من الدماغ، ثم يجتمع في الأنثيين.
وهذا لا يعارض قوله :"من بين الصلب" ؛ لأنه إن نزل من الدماغ، فإنما يمرّ بين الصلب والترائب.
وقال قتادة : المعنى ويخرج من صلب الرجل وترائب المرأة.
وحكى الفراء أن مثل هذا يأتي عن العرب ؛ وعليه فيكون معنى من بين الصلب : من الصلب.
وقال الحسن : المعنى ؛ يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة.
ثم إنا نعلم أن النطفة من جميع أجزاء البدن ؛ ولذلك يُشْبه الرجل والديه كثيراً.
وهذه الحكمة في غسل جميع الجسد من خروج المني.
وأيضاً المكثر من الجماع يجد وجعاً في ظهره وصلبه ؛ وليس ذلك إلا لخلوّ صلبه عما كان محتبساً من الماء.