فصاعداً، وجعلها ترعى كل نابت في البراري مما لا يرعاه سائر البهائم.
﴿ فَذَكِّرْ ﴾ فذكرهم بالأدلة ليتفكروا فيها ﴿ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ﴾ ليس عليك إلا التبليغ ﴿ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ﴾ بمسلط كقوله ﴿ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾ [ ق : ٤٥ ]، ﴿ بمصيطر ﴾ : مدني وبصري وعلي وعاصم ﴿ إِلاَّ مَن تولى وَكَفَرَ * فَيْعَذِّبُهُ الله العذاب الأكبر ﴾ الاستثناء منقطع أي لست بمسؤول عليهم ولكن من تولى منهم وكفر بالله فإن لله الولاية عليه والقهر فهو يعذبه العذاب الأكبر وهو عذاب جهنم.
وقيل : هو استثناء من قوله ﴿ فَذَكِّرْ ﴾ أي فذكر إلا من انقطع طمعك من إيمانه وتولى فاستحق العذاب الأكبر وما بينهما اعتراض ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ﴾ رجوعهم، وفائدة تقديم الظرف التشديد في الوعيد وإن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ﴾ فنحاسبهم على أعمالهم ونجازيهم بها جزاء أمثالهم و "على" لتأكيد الوعيد لا للوجوب إذ لا يجب على الله شيء. أ هـ ﴿تفسير النسفى حـ ٤ صـ ٣٥١ ـ ٣٥٣﴾


الصفحة التالية
Icon