وقال أبو حيان :
سورة الغاشية
﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾
والغاشية : الداهية التي تغشى الناس بشدائدها يوم القيامة، قاله سفيان والجمهور.
وقال ابن جبير ومحمد بن كعب : النار، قال تعالى :﴿ وتغشى وجوههم النار ﴾ وقال :﴿ ومن فوقهم غواش ﴾ فهي تغشى سكانها.
وهذا الاستفهام توقيف، وفائدته تحريك نفس السامع إلى تلقي الخبر.
وقيل : المعنى هل كان هذا من عملك لولا ما علمناك؟ وفي هذا تعديد النعمة.
وقيل : هل بمعنى قد.
﴿ وجوه يومئذ ﴾ : أي يوم إذ غشيت، والتنوين عوض من الجملة، ولم تتقدم جملة تصلح أن يكون التنوين عوضاً منها، لكن لما تقدّم لفظ الغاشية، وأل موصولة باسم الفاعل، فتنحل للتي غشيت، أي للداهية التي غشيت.
فالتنوين عوض من هذه الجملة التي انحل لفظ الغاشية إليها، وإلى الموصول الذي هو التي.
﴿ خاشعة ﴾ : ذليلة.
﴿ عاملة ناصبة ﴾، قال ابن عباس والحسن وابن جبير وقتادة :﴿ عاملة ﴾ في النار، ﴿ ناصبة ﴾ تعبة فيها لأنها تكبرت عن العمل في الدنيا.
قيل.
وعملها في النار جر السلاسل والأغلال، وخوضها في النار كما تخوض الإبل في الوحل، وارتقاؤها دائبة في صعود نار وهبوطها في حدور منها.
وقال ابن عباس أيضاً وزيد بن أسلم وابن جبير : عاملة في الدنيا ناصبة فيها لأنها على غير هدى، فلا ثمرة لها إلا النصب وخاتمته النار ؛ والآية في القسيسين وعباد الأوثان وكل مجتهد في كفره.
وقال عكرمة والسدي : عاملة ناصبة بالنصب على الذم، والجمهور برفعهما.
وقرأ :﴿ تصلى ﴾ بفتح التاء ؛ وأبو رجاء وابن محيصن والأبوان : بضمها ؛ وخارجة : بضم التاء وفتح الصاد مشدّد اللام، وقد حكاها أبو عمرو بن العلاء ﴿ حامية ﴾ : مسعرة آنية قد انتهى حرها، كقوله :﴿ وبين حميم آن ﴾ قاله ابن عباس والحسن ومجاهد.
وقال ابن زيد : حاضرة لهم من قولهم : آنى الشيء حضر.
والضريع، قال ابن عباس : شجر من نار.
وقال الحسين : وجماعة الزقوم.
وقال ابن جبير : حجارة من نار.