وقال الزمخشري : ولم يدع من زعم أن الإبل السحاب إلى قوله إلا طلب المناسبة، ولعله لم يرد أن الإبل من أسماء السحاب، كالغمام والمزن والرباب والغيم وغير ذلك، وإنما رأى السحاب مشبهاً بالإبل كثيراً في أشعارهم، فجوّز أن يراد بها السحاب على طريقة التشبيه والمجاز، انتهى.
وقرأ الجمهور :﴿ الإبل ﴾ بكسر الباء وتخفيف اللام ؛ والأصمعي عن أبي عمرو : بإسكان الباء ؛ وعليّ وابن عباس : بشد اللام.
ورويت عن أبي عمرو وأبي جعفر والكسائي وقالوا : إنها السحاب، عن قوم من أهل اللغة.
وقال الحسن : خص الإبل بالذكر لأنها تأكل النوى والقت وتخرج اللبن، فقيل له : الفيل أعظم في الأعجوبة، وقال العرب : بعيدة العهد بالفيل، ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه ولا يركب ظهره ولا يحلب دره.
والإبل لا واحد له من لفظه وهو مؤنث، ولذلك إذا صغر دخلته التاء فقالوا : أبيلة، وقالوا في الجمع : آبال.
وقد اشتقوا من لفظه فقالوا : تأبل الرجل، وتعجبوا من هذا الفعل على غير قياس فقالوا : ما آبل زيداً.
وإبل اسم جاء على فعل، ولم يحفظ سيبويه مما جاء على هذا الوزن غيره.
وكيف خلقت : جملة استفهامية في موضع البدل من الإبل، وينظرون : تعدى إلى الإبل بواسطة إلى، وإلى كيف خلقت على سبيل التعليق، وقد تبدل الجملة وفيها الاستفهام من الاسم الذي قبلها كقولهم : عرفت زيداً أبو من هو على أصح الأقوال، على أن العرب قد أدخلت إلى على كيف، فحكى أنهم قالوا : انظر إلى كيف يصنع.
وكيف سؤال عن حال والعامل فيها خلقت، وإذا علق الفعل عن ما فيه الاستفهام، لم يبق الاستفهام على حقيقته، وقد بينا ذلك في كتابنا المسمى بالتذكرة وفي غيره.


الصفحة التالية
Icon