بقتالهم مستولياً عليهم بالغلبة والقهر. وقيل : هو استثناء منقطع أي لست بمستول عليهم ولكن من تولى وكفر فإن لله لولاية والقهر فهو يعذبه العذاب الأكبر الذي هو القتل والسبي أو عذاب الدرك الأسفل. وقيل : هو استثناء من قوله ﴿ فذكر ﴾ أي فذكر إلا من انقطع طمعك من إيمانه وتولى فاستحق العذاب الأكبر وما بينهما اعتراض. ويرد أنه ﷺ لا ينقطع طمعه من إيمان الكفرة ما داموا أحياء إلا أن يعلمه الله بذلك، وعلى تقدير الإعلام أيضاً لا يجوز أن يقطع التذكير لأن الدعوة عامة في الأصل ولو جعلت خاصة لم تبق مضبوطة كرخصة المسافر مثلاً.
ثم ختم السورة بما يصلح للوعد والوعيد والترغيب والترهيب. ومن قرأ ﴿ إيابهم ﴾ بالتشديد فإما أن يكون " فيعالاً " مصدر " فيعل " من الإياب، وأما أن يكون أصله " أوّاباً " فعالاً من " أوّب " ثم قلبت إحدى الواوين ياء كما في " ديوان " ثم الأخرى كما في " سيد ". قال جار الله : فائدة تقديم الظرف في الموضعين الحصر أي ليس ينبغي أن يكون مرجعهم إلا إلى الجبار المقتدر على توفية جزاء كل طائفة ولا أن يكون حسابهم واجباً إلا على حكمة من هو أحكم الحاكمين ورب العالمين. أ هـ ﴿غرائب القرآن حـ ٦ صـ ٤٨٩ ـ ٤٩٢﴾


الصفحة التالية
Icon