﴿فيعذبه الله﴾، أي : الذي له الكمال كله بسبب تكبره عن الحق ومخالفته لأمرك ﴿العذاب الأكبر﴾، أي : عذاب الآخرة لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقحط والقتل والأسر. وقيل : استثناء متصل فإنّ جهاد الكفار وقتلهم تسليط فكأنه أوعدهم بالجهاد في الدنيا وعذاب النار في الآخرة وقيل : هو استثناء من قوله تعالى :﴿فذكر﴾ إلا من انقطع طمعك من إيمانه، وتولى فاستحق العذاب الأكبر وما بينهما اعتراض.
﴿إن إلينا﴾، أي : خاصة بما لنا من العظمة ﴿إيابهم﴾، أي : رجوعهم بعد البعث.
﴿ثم إنّ علينا﴾، أي : خاصة بما لنا من القدرة والتنزه عن نقص العيب والجور وكل نقص لا على غيرنا ﴿حسابهم﴾، أي : جزاءهم فلا نتركه أبداً، وفي هذا تسلية للنبيّ ﷺ فإنه كان يشق عليه تكذيبهم.
فإن قيل : ما معنى تقديم الظرف ؟
أجيب : بأنّ معناه التشديد في الوعيد، وإنّ إيابهم إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام، وإنّ حسابهم ليس إلا عليه وهو الذي يحاسب على النقير والقطمير. وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري : إنّ النبيّ ﷺ قال :"من قرأ الغاشية حاسبه الله حساباً يسيراً" حديث موضوع. أ هـ ﴿السراج المنير حـ ٨ صـ ٣٢٣ ـ ٣٢٩﴾