قال الزمخشري : والمعنى أفلا ينظرون إلى هذه المخلوقات الشاهدة على قدرة الخالق، حتى لا ينكروا اقتداره على البعث، فيسمعوا إنذار الرسول ﷺ ويؤمنوا به ويستعدوا للقائه.
لطيفة :
ذكر السكاكي في " المفتاح " في بحث الجامع الخيالي، أن جمعهُ على مجرى الإلف والعادة بحسب ما تنعقد الأسباب في استيداع الصور خزانة الخيال، وأنه إذا لم يوفه حقه من التيقظ وأنه من أهل المدر، أنى يستحلى كلام ربِّ العزة مع أهل الوبر، حيث يبصرهم الدلائل ناسقاً ذلك النسق ﴿ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾
الآيات ؛ لبعد البعير عن خياله في مقام النظر، ثم لبعده في خياله عن السماء، وبعد خلقه عن رفعها، وكذا البواقي. لكن إذا وفاهُ حقهُ بتيقظه لما عليه تقلبهم في حاجاتهم، جاء الاستحلاء ؛ وذلك إذا نظر أن أهل الوبر، إذا كان مطعمهم ومشربهم وملبسهم من المواشي، كانت عنايتهم مصروفة لا محالة إلى أكثرها نفعاً وهي الإبل، ثم إذا كان انتفاعهم بها لا يتحصل إلا بأن ترعى وتشرب، كان جلّ مرمى غرضهم نزول المطر، وأهم مسارح النظر عندهم السماء، ثم إذا كانوا مضطرين إلى مأوى يؤويهم وإلى حصن يتحصنون فيه، ولا مأوى ولا حصن إلا الجبال.
~لنا جبلٌ يحتلُّه من نجيرهُ منيعٌ يردُّ الطرفَ وهو كليلُ