فصارت إيوابا، كالحيقال، ثم قلبت الواو للياء قبلها، فصارت إيابا.
فإن قلت : فهلا حماها الإدغام من القلب.
قيل : هيهات، إنما ذلك إذا كانتا عينين ؛ لأنهما لا يكونان إلا من لفظ واحد، وكذلك واو افعول ؛ لأنه لا يكون فيها زائد بعدها إلا من لفظها. فأما فوعلت فالواو زائدة، والعلل إليها مسرعة ؛ لأنها ليست عينا فتتحامل بها أختها. ألا تراك لو بنيت فعل من فوعلت من القول لقلت : قوول؟ فمددت١، ولم تدغم، وأجريتها مجرى فعل من فاعلت من القول، إذا قلت : قوول. ولو بنيت فعل من فعلت من القول لقلت : قول فأجريتها في الصحة مجرى قطع وكسر.
نعم، ويجوز أن يكون أوبت فعولت كجهور، فتقول في مصدره على حد جهوار : إياب، فتقلب الواو ياء ؛ لسكونها، وانكسار ما قبلها. ولم يحمها من القلب إدغامها ؛ لأنها لم تدغم في عين فتحميها وتنهض بها، إنما أدغمت في واو فعولت الزائدة الجارية مجرى ألف فاعلت، فقد علمت بذلك أن أبا حاتم - عفا الله عنه - أغفل هذين الوجهين٢. أ هـ ﴿المحتسب حـ ٢ صـ ٣٥٥ ـ ٣٥٨﴾
٢ في ك : الموضعين.