في قوله :﴿لا تسمع﴾ ثلاث قراآت أحدها : قرأ عاصم وحمزة والكسائي بالتاء على الخطاب لاغية بالنصب والمخاطب بهذا الخطاب، يحتمل أن يكون هو النبي ﷺ وأن يكون لا تسمع يا مخاطب فيها لاغية، وهذا يفيد السماع في الخطاب كقوله :﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ﴾ [ الإنسان : ٢٠ ] وقوله :﴿إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ﴾ [ الإنسان : ١٩ ] ويحتمل أن تكون هذه التاء عائدة إلى ﴿وجوه﴾ [ الغاشية : ٨ ]، والمعنى لا تسمع الوجوه فيها لاغية وثانيها : قرأ نافع بالتاء المنقوطة من فوق مرفوعة على التأنيث لاغية بالرفع وثالثها : قرأ ابن كثير وأبو عمرو لا يسمع بالياء المنقوطة من تحت مضمومة على التذكير لاغية بالرفع، وذلك جائز لوجهين الأول : أن هذا الضرب من المؤنث إذا تقدم فعله.
وكان بين الفعل والاسم حائل حسن التذكير، قال الشاعر :
إن امرءاً غره منكن واحدة.. بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور
والثاني : أن المراد باللاغية اللغو فالتأنيث على اللفظ والتذكير على المعنى.
المسألة الثانية :