وجاء في بعض الآثار عن علي كرم اللّه وجهه انه سأل حضرة الرسول فقال كيف يجاء بها يا رسول اللّه ؟ فقال تقاد بسبعين الف زمام يقوده الف ملك.
هذا وفي أول المجيء بالبروز، وقال هو على حد قوله تعالى (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى ) الآية ٣١ من النازعات في ج ٢ وجمل الآية على المجاز لزعمه ان الحقيقة متعذرة في ذلك قال باستحالة الانتقال الذي يقتضيه المجيء الحقيقي على جهنم وهو لعمري جائز إذ لا يستحيل على مالك أمر ذلك اليوم بل يجوز أن تخرج وتنتقل من محلها إلى المحشر والى الموقف ليطلع عليها أهله ثم تعود إلى مكانها بمجرد أمره لها بين الكاف والنون، وان في ذلك اليوم وراء ما تتخيله الأذهان، وليس ذلك بأعظم من أنزال العرش.
راجع تفسير الآية ١٧ من سورة الحاقّة في ج ٢ فإنكار مجيء جهنم يستدعي إنكار نزول عرش الرحمن لأن العلة فيهما واحدة وهي دعوى الاستحالة وذلك كفر والعياذ باللّه، لذلك يجب الاعتقاد بظاهر آيات الصفات كما هي طريقة السلف الصالح إذ لا يجوز أن يخطر بالبال أن اللّه تعالى يعجزه شيء قبله العقل أم لا.
راجع
تفسير الاية ٦٧ من سورة الزّمر ج ٢، ولهذا البحث صلة في تفسير الآية ١٥ من سورة فاطر الآتية فراجعه.