فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة
قال ابن خالويه :
ومن سورة الفجر
قوله تعالى ﴿ والشفع والوتر ﴾ يقرأ بفتح الواو وكسرها فالحجة لمن كسر أنه جعل الشفع الزوج وهما آدم وحواء والوتر الفرد وهو الله عز وجل وقيل بل الشفع ما ازدوج من الصلوات كالغداة والظهر والعصر والوتر ما انفرد منها كصلاة المغرب وركعة الوتر والحجة لمن فتح انه طابق بين لفظ الشفع ولفظ الوتر وقيل الفتح والكسر فيه اذا كان بمعنى الفرد لغتان فصيحتان فالفتح لاهل الحجاز والكسر لتميم فأما من الترة والذحل فبالكسر لا غير وهو المطالبة بالدم ولا يستعمل في غيره
قوله تعالى ﴿ إذا يسر ﴾ يقرأ بإثبات الياء وصلا ووقفا وبحذفها كذلك وبإثباتها وصلا وحذفها وقفا وقد تقدم الاحتجاج لذلك بما يغني عن اعادته ها هنا ومثله قوله ﴿ بالواد ﴾
قوله تعالى ﴿ فقدر عليه رزقه ﴾ يقرا بتشديد الدال وتخفيفها وقد تقدمت الحجة في ذلك مستقصاة في غير موضع
قوله تعالى ﴿ أكرمن ﴾ و ﴿ أهانن ﴾ يقرأ بإثبات الياء فيهما وصلا وحذفها وقفا واسكان النون من غير كسر واحتج قاريء ذلك بقول الاعشي
ومن شأنيء ظاهر غمره
اذا ما انتسبت له أنكرن
قوله تعالى ﴿ كلا بل لا تكرمون اليتيم ﴾ ﴿ ولا تحاضون ﴾ و ﴿ يأكلون ﴾ ﴿ وتحبون ﴾ يقرأن كلهن بالياء والتاء الا ما قرأه اهل الكوفة ﴿ ولا تحاضون ﴾ بزيادة الف بين الحاء والضاد فالحجة لمن قرأه بالياء انه رده على ما قبله والحجة لمن قرأه بالتاء انه دل بذلك على ان النبي ﷺ خاطبهم به والحجة للكوفيين في زيادة الالف قرب معنى فاعلته من فعلته