فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة
قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الفجر
" والفجر" قسم بإدبار الظلام وميلاد الضياء. وقد عطفت عليه أقسام أخرى " وليال عشر" وهى على ما يراه جمهور المفسرين عشر ذى الحجة المنتهية بوقفة عرفة ويوم النحر، ففى هذه المدة ينطلق القادرون لأداء فريضة الحج ويسمع لقوافلهم دوى بالتلبية وهم مولون شطر البيت العتيق، قادمين من المشارق والمغارب! " والشفع والوتر * والليل إذا يسر". قسم بالزمان معطوف على ما قبله. والزمان من أسرار الكون التى تعرف بآثارها ولا تدرك حقائقها. وعلام القسم؟ الظاهر أن المقسم عليه محذوف، يدل عليه ما بعده. والمقصود لينصرن الله دينك وليرفعن رايتك وليخذلن الكفر وأهله مهما بلغ بطشهم واشتد بأسهم. وليس كفارنا خيرا ممن سبقونا. " ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد * وفرعون ذي الأوتاد" إن الأولين ربما لم يغزوا الفضاء ويتوغلوا فى علوم المادة، ولكنهم كانوا مهندسين مهرة، وآثارهم تدل عليهم. ولقد قال الله للعرب الذين كذبوا محمدا " أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها.. ". لكن طغيانهم أوردهم المهالك، فلما غالبوا القدر وكابروا الحق " فصب عليهم ربك سوط عذاب * إن ربك لبالمرصاد ". ووسط سورة الفجر يتحدث عن طبيعة سيئة فى البشر، إنهم يغترون باليوم الحاضر وينسون ما قبله وما بعده! ولا يعرفون أن الله يداول الأيام بين الناس... فيوم علينا ويوم لنا.. ويوم نساء ويوم نسر!! وقد وصف النابغة الغساسنة بأنهم أبرياء من هذا المرض، وأنهم يعرفون الدهر على حقيقته فقال: