الله تعالى لا يذكر مع غيره على هذا الوجه بل يعظم ذكره حتى يتميز من غيره، وروي أن عليه الصلاة والسلام سمع من يقول الله ورسوله فنهاه، وقال :
" قل الله ثم رسوله " قالوا : وما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال :" إن الله وتر يحب الوتر " ليس بمقطوع به وسادسها : أن شيئاً من المخلوقات لا ينفك عن كونه شفعاً ووتراً فكأنه يقال : أقسم برب الفرد والزوج من خلق فدخل كل الخلق تحته، ونظيره قوله :﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ﴾ [ الحاقة : ٣٩-٣٨ ] وسابعها : الشفع درجات الجنة وهي ثمانية، والوتر دركات النار وهي سبعة وثامنها : الشفع صفات الخلق كالعلم والجهل والقدرة والعجز والإرادة والكراهية والحياة والموت، أما الوتر فهو صفة الحق وجود بلا عدم، حياة بلا موت، علم بلا جهل، قدرة بلا عجز، عز بلا ذل وتاسعها : المراد بالشفع والوتر، نفس العدد فكأنه أقسم بالحساب الذي لا بد للخلق منه وهو بمنزلة الكتاب والبيان الذي من الله به على العباد إذ قال :﴿عَلَّمَ بالقلم * عَلَّمَ الإنسان ما لَمْ يَعْلَمْ﴾ [ العلق : ٥-٤ ]، وقال :﴿عَلَّمَهُ البيان﴾ [ الرحمن : ٤ ].


الصفحة التالية
Icon