وإنما نكرت ولم تعرّف لفضيلتها على غيرها، فلو عُرِّفت لم تستقبل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير، فنكرت من بين ما أقسم به، للفضيلة التي ليست لغيرها.
والله أعلم.
وعن ابن عباس أيضاً : هي العشر الأواخر من رمضان ؛ وقاله الضحاك.
وقال ابن عباس أيضاً ويمان والطبريّ : هي العشر الأَوَّل من المحرّم، التي عاشِرها يوم عاشوراء.
وعن ابن عباس "وَلَيَالِ عَشْرٍ" ( بالإضافة ) يريد : وليالي أيام عشر.
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)
الشفع : الاثنان، والوتر : الفرد.
واختلف في ذلك ؛ فرُوِي مرفوعاً عن عِمران بن الحصين عن النبي ﷺ أنه قال :" الشفع والوتر : الصلاة، منها شَفْع، ومنها وَتْر " وقال جابر بن عبد الله : قال النبي ﷺ :" "والفجرِ وليالٍ عشرٍ" قال : هو الصبح، وعشر النحر، والوتر يوم عرفة، والشفع : يوم النحر " وهو قول ابن عباس وعكرمة.
واختاره النحاس، وقال : حديث أبي الزبير عن جابر هو الذي صح عن النبيّ ﷺ، وهو أصح إسناداً من حديث عِمران بن حُصين.
فيوم عرفة وتر، لأنه تاسعها، ويوم النحر شفع لأنه عاشرها.
وعن أبي أيوب قال : سُئل النبي ﷺ عن قوله تعالى :﴿ والشفع والوتر ﴾ فقال :" الشفع : يوم عرفة ويوم النحر، والوتر ليلة يوم النحر " وقال مجاهد وابن عباس أيضاً : الشفع خَلْقه، قال الله تعالى :﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً ﴾ [ النبأ : ٨ ] والوَتْر هو الله عز وجل.
فقيل لمجاهد : أترويه عن أحد؟ قال : نعم، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon