ونَحوَه قال محمد بن سيرين ومسروق وأبو صالح وقتادة، قالوا : الشفع : الخلق، قال الله تعالى :﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾ [ الذاريات : ٤٩ ] : الكفر والإيمان، والشقاوة والسعادة، والهدى والضلال، والنور والظلمة، والليل والنهار، والحر والبرد، والشمس والقمر، والصيف والشتاء، والسماء والأرض، والجنّ والإنس.
والوتر : هو الله عز وجل، قال جل ثناؤه :﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ * الله الصمد ﴾ [ الإخلاص : ١ ٢ ].
وقال النبيّ ﷺ :" إن لله تسعةً وتسعين اسما، والله وِتر يحب الوِتر " وعن ابن عباس أيضاً : الشفع : صلاة الصبح" والوتر : صلاة المغرب.
وقال الربيع بن أنس وأبو العالية : هي صلاة المغرب، الشفع فيها ركعتان، والوتر الثالثة.
وقال ابن الزُّبير : الشفع : يوما مِنًى : الحادي عشر، والثاني عشر.
والثالث عشر الوتر ؛ قال الله تعالى :﴿ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فلا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ [ البقرة : ٢٠٣ ].
وقال الضحاك : الشفع : عشر ذي الحجة، والوتر : أيام مِنًى الثلاثة.
وهو قول عطاء.
وقيل : إن الشفع والوتر : آدم وحوّاء ؛ لأن آدم كان فرداً فشُفِع بزوجته حوّاء، فصار شفعاً بعد وتر.
رواه ابن أبي نَجِيح، وحكاه القشيريّ عن ابن عباس.
وفي رواية : الشفع : آدم وحوّاء، والوتر هو الله تعالى.
وقيل : الشفع والوتر : الخلق ؛ لأنهم شفع ووتر، فكأنه أقسم بالخلق.
وقد يقسم الله تعالى بأسمائه وصفاته لعلمه، ويقسم بأفعاله لقدرته ؛ كما قال تعالى :﴿ وَمَا خَلَقَ الذكر والأنثى ﴾ [ الليل : ٣ ].
ويقسم بمفعولاته، لعجائب صنعه ؛ كما قال :﴿ والشمس وَضُحَاهَا ﴾ [ الشمس : ١ ]، ﴿ والسمآء وَمَا بَنَاهَا ﴾ [ الشمس : ٥ ]، ﴿ والسمآء والطارق ﴾ [ الطارق : ١ ].
وقيل : الشفع : دَرَجات الجنة، وهي ثمان.
والوتر، دَرَكات النار ؛ لأنها سبعة.


الصفحة التالية
Icon