وهذا قول الحسين بن الفضل ؛ كأنه أقسم بالجنة والنار.
وقيل : الشفع : الصفا والمروة، والوتر : الكَعْبة.
وقال مقاتل ابن حَيّان : الشفع : الأيام والليالي، والوتر : اليوم الذي لا ليلة بعده، وهو يوم القيامة.
وقال سفيان بن عُيينة : الوتر : هو الله، وهو الشفع أيضاً ؛ لقوله تعالى :﴿ مَا يَكُونُ مِن نجوى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ ﴾ [ المجادلة : ٧ ].
وقال أبو بكر الورّاق : الشفع : تضادّ أوصاف المخلوقين : العز والذل، والقدرة والعجز، والقوّة والضعف، والعلم والجهل، والحياة والموت، والبصر والعَمَى، والسمع والصَّمَم، والكلام والخَرَس.
والوتر : انفراد صفات الله تعالى : عِز بلا ذل، وقدرة بلا عجز، وقوّة بلا ضعف، وعلم بلا جهل، وحياة بلا موت، وبصر بلا عَمًى، وكلام بلا خَرَس، وسمع بلا صَمَم، وما وازاها.
وقال الحسن : المراد بالشفع والوتر : العدد كله ؛ لأن العدد لا يخلو عنهما، وهو إقسام بالحساب.
وقيل : الشفع : مسجد مكة والمدينة، وهما الحرمان.
والوتر : مسجد بيت المقدس.
وقيل : الشفع : القِرن بين الحج والعمرة، أو التمتع بالعمرة إلى الحج.
والوتر : الإفراد فيه.
وقيل : الشفع : الحيوان ؛ لأنه ذكر وأنثى.
والوتر : الجماد.
وقيل : الشفع : ما يَنْمِي، والوتر : ما لا يَنْمِي.
وقيل غير هذا.
وقرأ ابن مسعود وأصحابه والكسائيّ وحمزة وخلف "والوِترِ" بكسر الواو.
والباقون ( بفتح الواو )، وهما لغتان بمعنى واحد.
وفي الصحاح : الوِتر ( بالكسر ) : الفرد، والوَتْر ( بفتح الواو ) : الذحل.
هذه لغة أهل العالية.
فأمّا لغة أهل الحجاز فبالضدّ منهم.
فأما تميم فبالكسر فيهما.
قوله تعالى :﴿ والليل إِذَا يَسْرِ ﴾ وهذا قسم خامس.
وبعد ما أقسم بالليالي العشر على الخصوص، أقسم بالليل على العموم.
ومعنى "يسرِي" أي يُسْرَى فيه ؛ كما يقال : ليل نائم، ونهار صائم.
قال :


الصفحة التالية
Icon