لطيفة
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى البلد )
وقد ورد فى القرآن على خمسة أَوجه :
الأَوّل : بمعنى مَكَّة ﴿لاَ أُقْسِمُ بِهذا الْبَلَدِ﴾، ﴿وَهذا الْبَلَدِ الأَمِينِ﴾ ﴿اجْعَلْ هذا الْبَلَدَ آمِناً﴾ ﴿وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ﴾.
الثانى : بمعنى مدينة سبَأ :﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾.
الثالث : كناية عن جُمْلة المدُن :﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ﴾.
الرّابع : بمعنى الأَرض لا نبات فيها :﴿فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً﴾ ﴿فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ﴾.
الخامس : بمعنى الأَرض الَّتى بها نبات :﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾.
وقيل : هو كناية عن النفوس الطَّاهرة، وبالذى خبث عن النفوس الخبيثة.
والبلد لغة : المكان المحدود، المتأَثِّر باجتماع قُطَّانِهِ، وإِقامتهم فيه.
وجمعه بلاد، وبُلْدان.
وسمّيت المفازة بلداً ؛ لكونها موضع الوحشيّات، والمقبرةُ بلداً ؛ لكونها موطن الأَموات (والبلدة منزل من منازل القمر) والبلد : البُلْجَةُ ما بين الحاجبين ؛ تشبيها بالبلد ؛ لتحدّدِهِ.
وسمّيت الكِرْكرة بَلْدة لذلك.
وربّما استعير ذلك لصدر الإِنسان.
ولاعتبار الأَثر قيل : بجلده بَلْدة : أَى أَثر.
وجمعه أَبلاد، قال :
*وفى النُّحورِ كلومٌ ذاتُ أَبلادِ*
وأَبلد : صار ذا بلد ؛ كأَنجد وأَتْهم، وَبَلد : لزم البلد.
ولمّا كان اللاَّزم لوطنه كثيراً ما يتحيّر إِذا حصل فى غير وطنه، قيل للمتحيّر : بَلَدَ فى أَمره وأَبَلَدَ، وتبلَّدَ. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ٢ صـ ٢٧٢ ـ ٢٧٣﴾


الصفحة التالية
Icon