وقال الفراء :
سورة ( البلد )
﴿ وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ...﴾.
يقول: هو حلال لك أحله يوم فتح مكة لم يحل قبله، ولن يحل بعده.
﴿ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ...﴾.
أقسم بآدم وولده، وصلحت (ما) للناس، ومثله: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى﴾ وهو الخالق الذكر والأُنثى ومثله ﴿فَانكِحُوا مَا طابَ لَكُم مِن النِّسَاءِ﴾، ولم يقل: من طاب. وكذلك: ﴿ولا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِن النِّساءِ﴾ كل هذا جائز فى العربية. وقد تكون: (ما) وما بعدها فى معنى مصدر، كقوله: ﴿والسَّماءِ وَمَا بَنَاهَا﴾، ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾، كأنه قال: والسماء وبنائها ونفس وتسويتها. ووالد وولادته، وخلقه الذكر والأنثى، فأينما وجّهته فصواب.
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ...﴾.
يقول: منتصبا معتدلا، ويقال: خلق فى كبد، إنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، [/ا] ونزلت فى رجل من بنى جمح كان يكنى: أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم العكاظى، ثم يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق الأديم. ولم تزل قدماه. فقال الله تبارك وتعالى: ﴿أَيَحْسَبُ﴾ لشدته ﴿أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ﴾ والله قادر عليه. ثم قال: يقول: أنفقت مالاً كثيراً فى عداوة محمد صلى الله عليه وهو كاذب، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾. فى إنفاقه.
﴿ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً...﴾.